القائمة الرئيسية

الصفحات

كتاب الايام طه حسين الصف الثالث الثانوي الفصل 7و8و9 تلخيص سؤال وجواب 4


تابع كتاب الايام
(7)
الاستعداد للأزهر
سنة أخرى في القرية :
وها هو الشهر قد مضى وعاد أخوه الأزهري , ولكنه لم يأخذه معه كما كان يمني الصبي نفسه , فقد كان صغيرا ومن الصعب إرساله إلى القاهرة , فلم يرغب أخوه في أن يحتمله , فأشار عليهم بأن يبقى سنة أخرى في القرية , يستعد فيها للأزهر وللدراسة فيه , وبقي الصبي دون أن يحفل (يهتم) أحد برضاه أو غضبه .
الاستعداد للأزهر بحفظ الألفية ..
ورغم ذلك فقد تغير نمط حياته بعض الشيء فقد أشار عليه أخوه بأن يقضي السنة في الاستعداد للدراسة بالأزهر فأعطاه كتابين ليحفظ الأول ويقرأ ما يشاء من الثاني فكان الأول هو الألفية (ألفية بن مالك في النحو) وهو ما لا بد عليه من حفظه , أما الثاني فكان (مجموع المتون) وطلب منه قراءته واستظهار (حفظ) ما استطاع منه .
وقد حفظ الصبي الألفية , كما حفظ أشياء غريبة من الكتاب الأخر لم يفهم منها شيء , ومما حفظه من ذلك الكتاب (الجوهرة – والخريدة – السراجية – الرحبية – ولامية الأفعال) هذا ما حفظه الصبي من الكتاب الثاني(مجموع المتون) دون أن يفهم من هذه الأشياء شيء ولا حتى أسمائها .
فما الذي دفعه لحفظها ؟ , لقد كان بقدر أن ذلك هو العلم , الذي يجب أن يستعد به للأزهر , كما أن أخاه حفظها وفهمها , فأصبح عالما له مكانة عالية بين جميع الناس , الكل ينتظره ويتحدث بمقدمه إلى القرية ليقضي أجازته .
ولما جاء إلى القرية أقبل عليه الناس فرحين مبتهجين (مسرورين) , وها هو الشيخ يشرب كلامه شربا ويقبله دون مناقشة , بل يعيده على الناس مفتخرا ومتباهيا , حتى أهل القرية كانوا يتوسلون إليه ليقرأ لهم درسا في التوحيد أو الفقه , وكذلك الشيخ كان يتوسل غليه بكل ما استطاع وما لم يستطع لكي يلقي عليهم خطبة الجمعة .

الأخ الأزهري واحتفال مولد النبي (r)
كان ذلك اليوم يوم مشهود , فقد لقي الأزهري من الحفاوة والتكريم من أهل القرية ما لم ينله أي من شبان القرية , فقد كان الناس يتحدثون عن ذلك اليوم قبل مقدمه(مولد النبي) بأيام , فقد اشترى أهل القرية للفتى الأزهري قفطانا جديدا ووجبة جديدة , وطربوشا جديدا ومركوبا جديدا , ولما أقبل ذلك اليوم وانتصف النهار اتجهت الأسرة إلى طعامهم فلم يأكلوا إلا قليلا .
ولبس الفتى الأزهري ثيابه الجديدة , وعمامة خضراء وألقى على كتفه شالا من الكشمير , وظلت أمه تدعوا له وتتلوا التعاويذ التي تحفظه , وظل الأب يدخ ويخرج فرحا بابنه وما يلقاه من أهل القرية .
وما أن خرج الفتى حتى حلمه جماعة من الناس ووضعوه على فرس كان ينتظره خارج البيت , وطافوا به في القرية , وحوله الناس من كل مكان أمامه وخلفه وعن يمينه وشماله , والبنادق طلق أعيرة النار في الهواء , والناس تتغنى بمدح النبي .
كل ذلك لأن أهل القرية اتخذوا من هذا التي الأزهري خليفة , وطافوا به في المدينة والقرى المجاورة , وإنما حصل على هذه المكانة لأنه أزهري قرأ العلم وحفظ الألفية والخريدة والجوهرة .
اللغويات
اذكر الله يذكرك- اليسير : السهل × العسير - يحفل : يهتم - يستظهر : يحفظ ، يتلو - بد : مفر ، مهرب ج أبداد ، بِدَدَة - المتون : أصول الكتب م المتن - تيه : زهو ، تباهٍ- يتوسلون : يرجون ، يتقرَّبون- يشرب كلامه شرباً : المراد الإعجاب بكلامه وسهولة ترديده - حفاوة : تكريم ، ترحيب - تَجِلَّة : تعظيم واحترام - إكبار : إجلال - التعاويذ : ما يتحصن به الإنسان م تعويذ ، تعويذة - السَرج : ما يوضع على ظهر الدابة للركوب (البردعة) ج سروج - يكتنفونه : يحيطون به من كل جانب - يتأرَّج : يفوح ، يتعطر .



المناقشة
س1: (ولكن الشهر مضى، ورجع الأزهرى إلى القاهرة، وظل صاحبنا حيث هو كما هو لم يسافر إلى الأزهر، ولم يتخذ العمة فى (جبة أو قفطان) كان لا يزال صغيرًا ولم يكن من اليسير إرساله إلى القاهرة).
أ- هات جمع (العمة) ومضاد (اليسير).  
ب- لماذا لم يسافر الصبى إلى القاهرة كما كان يعتقد؟      
جـ- كيف تغيرت حياة الصبى بعد ذلك؟  
س2: (حتى إذا أتمَّ للفتى من زيه وهيئته ما كان يريد، خرج فإذا فرس تنتظره بالباب وإذا رجال يحملونه فيضعونه على السرج وإذا قوم يكتنفونه من يمين ومن شمال وآخرون يمشون من خلفه.
أ- هات جمع (السرج) ومرادف (يكتنفونه)         
ب- مَنْ الشخص الذى تتحدث عنه العبارة؟ وفى أى مناسبة؟       
جـ- ما مظاهر الاحتفال بالمولد النبوى كما وردت فى الفصل؟
الأقصى أسير
وواجـبنا أن نحرره
وأقل شيء نفعله هو الدعاء
فلا تبخـل على بيت الله بلحـظـات من حـياتك
اللهم أنصر المسلمين في فلسطين وفي كل مكان
اللهم حرر المسجد الأقصى , وارزقنا صلاة فيه مقبولة
اللهم عليك باليهود وأعوان اليهود
اللهم ثبت أقدام المجاهدين ضد أعداء الدين
اللهم اهدي ولاة أمورنا لما فيه الخير والنصر للمسلمين
آمين
 (8) العلم بين مكانتين
اختلاف منزلة العلماء في القرية والمدينة والعاصمة:
للعلم في القرى ومدن الأقاليم جلال(عظمة) ومكانة عالية لا مثيل لها في العاصمة , وذلك أن العلم مثله كمثل بقية السلع , يخضع لقانون العرض والطلب , وهذا القانون ينص على أنه كلما زادت السلعة وكثرت كلما قل ثمنها , وكلما كانت شحيحة وقليلة كلما غلى ثمنها وزاد .
وهذا ينطبق على العلم فالعلماء في القاهرة كثيرون لدرجة أن الناس هناك لم يعودوا يحفلون بهم ولا يكاد يسمع لهم أحد , فهم يكثرون القول وفنونه فلا يستمع لهم إلا تلاميذهم .
أما في الريف والأقاليم فتجد أن العلماء هناك قليلون جدا ولذلك ,يتمتعون بقدر كبير من الجلال والعظمة والمهابة , فإذا قالوا استمع الجميع لقولهم , ويتأثر الناس بأحاديثهم , والصبي متأثر بنفسية الريف ولذلك كان يعظم العلماء ويعلي من شأنهم كما يفعل أهله , فقد كان يظن بأن هؤلاء العلماء فـُطِروا(خُلِقوا) من طينة غير التي فطر منا بقية الناس . ولذلك هم أفضل من بقية الناس جميعا .
إعجاب الناس أمام علماء الأقاليم :
وقد وجد الصبي في علماء القرية من الإعجاب والإجلال ما يدفعه إلى الإعجاب والدهشة من قولهم , وقد حاول أن يجد مثل ذلك الإعجاب والإجلال بين علماء القاهرة وعظماء مشايخها فلم يوفق في ذلك .
علماء المدينة :
لقد انقسم إعجاب الناس في مدينة الصبي على ثلاث أو أربعة علماء , فاز هؤلاء العلماء بإعجاب ومودة الناس واحترامهم وهم....
الأول : كاتب المحكمة الشرعية :
فكان قصيرا ضخما غليظ الصوت جهوري(عال ومرتفع الصوت) يمتلأ شدقه (جانب الفم) بالألفاظ حينما يتكلم , فتخرج هذه الألفاظ والمعاني ضخمة غليظة كصاحبها .
وكان هذا الشيخ من الذين لم يوفقوا في الأزهر , فقد قضى فيه ما قضى من سنين فلم يفلح في الحصول على العالمية (المؤهل العالي)ولم يفلح في القضاء , فقنع بمنصب كاتب المحكمة الشرعية .
وكان حنفي المذهب ,ولم يكن في المدينة من أتباع أبي حنيفة كثيرون مما كان يغيظه ويدفعه لإعلاء مذهب أبي حنيفة في كل مجلس , والحط من مذهب الشافعي ومالك , فما كان من الناس إلا أن يعفوا عليه ويضحكوا منه .
الثاني : إماما المسجد
كان شافعي المذهب وإمام السجد وصاحب الخطبة والصلاة , وكان معروفا بين الناس بالتقى والصلاح والورع . ويعظمه الناس إلى حد يشبه التقديس , فيتبركون به ويلتمسون لديه شفاء مرضاهم , وقضاء حوائجهم , حتى أنه كاد يرى في نفسه أنه ولى من أولياء الله الصالحين .
وقد ظل أهل المدينة يذكرونه بالخير والصلاح حتى بعد موته و وكان كثير منهم يتحدثون بأنه حينما نزل قبره قال بصوت سمعه المشيعون ( اللهم اجعله منزلا مباركا ) , وكان كثيرا منهم يتحدث عما رآه له في المنام من نعيم وجزاء عظيم .
الثالث : الشيخ المالكي :
عالم مالكي المذهب , لم ينقطع للعلم , فقد كان تاجرا ومزارعا , وكان متواضعا يكتفي ببعض الدروس عن الدين وبخاصة علم الحديث كلما سمح له وقته بذلك , ولم يكن يحفل (يهتم) به إلا فئة (جماعة) قليلة من أهل المدينة .
الرابع : الفتى الأزهري (أخو الصبي ):
كان قاضيا ممتازا , وقد أسندت الدولة له قضاء أحد الأقاليم , وكانت هناك منافسة شديدة بين الفتى الأزهري والشيخ (كاتب المحكمة) , فقد كان الناس على عادتهم أن ينتخبوا خليفة لهم كل سنة , فغاظه أن ينتخب الناس ذلك الفتى خليفة دونه , ولما تحدث الناس أن الفتى الأزهري سيخطب الجمعة في المسجد لم يقل شيئا بل انتظر حتى جاء يوم الجمعة.
ولما أقبل الفتى ليصعد المنبر أسرع كاتب المحكمة إلى إمام المسجد وقال بصوت مسموع , إن ذلك الشاب حديث السن ولا ينبغي أن يخطب الجمعة في مسجد فيه الشيوخ وأصحاب الأسنان ( كبار السن) وهدد الإمام بأنه لو سمح لذلك الشاب بالخطبة فسوف ينصرف , وأسرع ينادي في الناس أن من أراد أن تصح صلاته ولا تبطل فليتبعه .
اضطرب الناس بسبب تلك المقولة وأسرع إماما المسجد وصعد هو المنبر وألقى الخطبة وصلى بالناس حتى لا تحدث فتنة , وبذلك استطاع كاتب المحكمة أن يمنع الشاب الأزهري من الخطبة تلك السنة .
وبذلك ضيع ذلك الكاتب على الشاب الأزهري , فرصة كان والده ينتظرها على أحر من الجمر , كما ضاع على الفتى جهد كبير بذله قبل ذلك بأيام في إعداد وحفظ الخطبة , وقد كان ألقاها على والده أكثر من مرة ليطمأن أنه لن يخطئ .
وها هي أمه تخاف عليه من الحسد , فما كاد يخرج لكي يلقى الخطبة , إلا وأسرعت ألقت جمرا في إناء ووضعت عليه من أنواع البخور ثم , قامت إلى كل غرفة تبخرها وتهمهم بكلمات , لتحفظ ابنها من الحسد , واستمرت كذلك حتى عاد و فقامت تبخره تهمهم بهذه الكلمات
 ودخل الشيخ وهو غاضب بشدة يلعن ذلك الرجل الذي أكل الحقد والحسد قلبه فمنع ابنه من إلقاء خطبة الجمعة .
العلماء غير الرسميين :
لقد كان هناك كثيرا من العلماء المنبثين ( المنتشرين ) في المدينة وقراها (ج قرية) وريفها , وكان لهم تأثير كبير في دهماء الناس (عامة الناس× خاصة ) ,ومنهم الحاج الخياط الذي كان دكانه يشبه الكُتاب .
كان شحيحا (بخيلا) , ومتصلا بشيخ من كبار أهل الطرق , وكان يزدري (يحتقر) العلماء جميعا , لأنهم يأخذون علمهم من الكتب فقد كان يرى بأن العلم الصحيح هو ذلك الذي يأخذه الإنسان عن الشيوخ , ويُسمى بالعلم اللدني .
العلم اللدني : هو ذلك العلم الذي يلقيه الله في قلب الإنسان عن طريق الإلهام , دون الحاجة للكتب .

الصبي والعلماء :
لقد استطاع الصبي أن يتردد على كل هؤلاء العلاء ويتعلم على أيديهم حتى جمع مقدارا ضخما من العلم , يغلب عليه الاختلاف الاضطراب التناقض . وكان ذلك من أهم العوامل التي أثرت في تكوين الصبي العقلي , حيث لم يخلُ عقله من التناقض والاضطراب .
اللغويات
- يروح : يعود - يحفل : يهتم ، يبالي- فُطِروا : خُلِقوا - الدهش : الحيرة - جُلّة : عظماء م جليل - شِدْقه : جانب الفم ج أَشْداق ، شُدوق - يحنقه : يغيظه - مجّد : عظّم × حقّر- غض : أنقص ، قلل ، عاب - المَوْجِدة : الغضب - تهمهم : تتكلم كلاماً خفياً ، تدعو الله - تياه : متكبِّر × متواضع- منبثين : منتشرين - دَهْماء : عامة الناس ج دُهْم - تسلّطاً : تحكّما- الشح : البخل الشديد - يزدري : يحتقر × يحترم - العلم اللَّدُني : العلم الذي يصل صاحبه عن طريق الإلهام الإلهي .
المناقشة
س1 : (للعلم في القرى ومدن الأقاليم جلال ليس له مثله في العاصمة ولا في بيئاتها العلمية المختلفة . وليس في هذا شيء من العجب ولا من الغرابة وإنما هو قانون العرض والطلب)
(أ) - تخير الإجابة الصواب لما يأتي مما بين الأقواس :
    1 - جاءت جملة (قانون العرض والطلب) في سياق حديث طه حسين وقصد بها
(قلة الناس في الريف - اتساع أرجاء القاهرة - جهل الناس في القرى - كثرة العلماء في القاهرة)          (الأولى - الثالثة - الأولى والثانية - الرابعة)
    2 - "جلال" المراد بها : (الحب - الاحترام - الخوف - الإقبال) .
(ب) -  وضح موقف كل من الناس وطه حسين من علماء القاهرة والريف .
(جـ) -  علل : من سهام القدر : قول طه حسين : "ولنساء القرى ومدن الأقاليم فلسفة آثمة وعلم ليس أقل منة إثماً "
س2: (ترى علماء الريف وأشياخ القرى ومدن الأقاليم يغدون ويرحون فى جلال ومهابة ويقولون فيستمع إليهم الناس مع شىء من الإكبار مؤثر جذاب).
أ) هات مقابل (يغدون) ومرادف (مهابة)           
ب) قارن بين مكانة العلماء فى الريف ومكانتهم فى القاهرة.        
جـ) كيف كان الفتى ينظر إلى العلماء؟    
س3: كان ........... قصيرًا ضخمًا غليظ الصوت جهوريه يمتلىء شدقه بالألفاظ حين يتكلم فتخرج إليك هذه الألفاظ ضخمة كصاحبها غليظة كصاحبها، وتصدمك معانيها كما تصدمك مقاطعها.
أ- هات المراد بـ (شدقه) وجمع (غليظ)
ب) عمن تتحدث العبارة؟ اكتب نبذة مختصرة عنه؟      
جـ) (تصدمك معانيها) بين ما فى العبارة من جمال         
س4: "إن هذا الشاب حديث السن وما ينبغى له أن يصعد المنبر ولا أن يخطب ولا يصلى بالناس وفيهم الشيوخ وأصحاب الأسنان".
أ- هات مرادف (ينبغى) والمراد (بأصحاب الأسنان).
ب- عمن تتحدث العبارة؟ ومَنْ المتحدث؟          
جـ- اذكر دوافع المتحدث من وراء حديثه؟         
س6: ولكن علماء آخرين كانوا منبثين فى هذه المدينة وقراها وريفها ولم يكونوا أقل من هؤلاء الرسميين تأثيرًا فى دهماء الناس وتسلطًا على عقولهم".
أ- حدد مرادف (دهماء) ومقابل (منبثين)           
ب- كان العلماء متنوعين آنذاك - وضح ذلك مع ذكر أمثلة.        
رب أسألك زوجة صالحة
تعفني بها وتعفها بي
تكفني بها وتكفها بي
تسترني بها وتسترها بي
تصلحني لها وتصلحها لي
ترضني عنها وترضها عني
تهدني بها وتهدها بي
وذرية طيبة نربيهم بكتابك وسنة نبيكجـ- وضح الجمال فى قوله (تسلطًا على عقولهم

(9) سهام القدر
الحياة حلوة ومرة :
عاش الصبي حياته في تلك السنة بين البيت والكتاب والمحكمة والمسجد وبيت المفتش ومجالس العلم وحلقات الذكر , وهو لا يشعر للأيام بطعم معين , فهي حلوة مرة ومرة أخرى , وبينهما أيام فاترة (ضعيفة بلا بهجة) سخيفة .
وفي أحد الأيام ذاق طعم الألم الحقيقي, وعرف أن كل الآلام التي كره من أجلها الحياة لم تكن شيئا أمام ذلك الألم الذي شعر به الفتى , وهنا عرف أن الدهر يمكن أن يؤلم الناس ويؤذيهم كما يستطيع أن يجعل لهم الحياة حلوة مبهجة في آن (وقت) واحد .
فرحة الأسرة... أخت الصبي الصغرى :
كان للصبي أخت صغيرة هي صغرى أبناء الأسرة , كانت في الرابعة من عمرها , وكانت تتميز بخفة الروح , فصاحة اللسان , ,وطلاقة الوجه (ظهر عليه علامات الفرح) , وكانت قوية الخيال , فقد كانت تجلس أمام الحائط وتتحدث معه كما تتحدث أمها لمن يزورها بالبيت , وكانت تسبغ على (تفيض وتضفي عليها) كل شيء صفة الحياة والشخصية , فكانت تحول كل لعبها إلى نساء ورجال تلعب معهم وتتحدث إليهم .
وقد كانت كل الأسرة تشعر بلذة وفرح شديد أثناء سماعها لهذه الأحاديث بين الفتاة والعرائس , دون أن تشعر الفتاة أن هناك من يراقبها ويسمع حديثها .
الاستعداد للعيد :
لم يكد تظهر بوادر (بشائر ومقدمات.م / بادرة) عيد الأضحى حتى  أخذت الأم وأبنائها يستعدون
فالأم : قامت بتهيئة(تجهيز)الدار , وإعداد الخبز والفطير .
وأخوة الصبي أخذ (بدأ)  كل منهم في الاستعداد أيضا لهذا العيد , فيختلفون (يذهبون) إلى الخياط والحذاء(صانع الأحذية) ويلهو الصغار بهذه التغيرات الطارئة على البيت بسبب قدوم العيد .
أما الصبي فلم يحتاج للاختلاف (التردد) إلى خيّاط أو حذاء , ولا حتى اللهو بهذه التغيرات الطارئة على الدار , بل كان يكتفي بأن يخلو إلى نفسه ويعيش في الخيالات التي كان يستمدها من القصص والكتب التي كان يقرأها , ولذلك كان يسرف (يزيد) في قراءتها .
إهمال الأطفال في الريف:
أقبلت بوادر العيد , وأصبحت الفتاة ذات يوم تشعر بنوع من الفتور والهمود (الضعف والمرض ) ولم يلتفت إليها أحد , وهي عادة أهل الريف وبخاصة إذا كانت الأسرة كثيرة العدد , والأم تعمل بكثرة .
فهناك فلسفة آثمة (نظرة خاطئة) لنساء الريف تقوم على إهمال الصغار إذا اشتكوا , فتعتمد نظرتهم على أن جميع الأطفال يشكون وما هي إلا يوم وليلة ويفيق ويُبَلُّ (يُشفىَ) , وإذا اهتمت به أمه فإنها تزدري الطبيب (تحتقره) أو أنها تجهله (لا تعرفه) . وبالتالي تعتمد  على آراء النساء وأشباه النساء , وهي الآراء التي أفقدت الصبي بصره قبل ذلك وأفقدت الطفلة حياتها فيما بعد.
فالطفلة ظلت مريضة ومحمومة (مصابة بالحمى)عدة أيام على فراشها في ناحية من نواحي الدار دون عناية حقيقية , فما تجد إلا أمها أو أختها تدفع إليها شيئا من الطعام من حين لآخر . والحركة مستمرة في الدار التنظيف وتجهيز الفطير والخبز والاستعداد للعيد . فالصبيان في لهوهم والشباب في ثيابهم الجديدة والأب يذهب ويروح ويجلس إلى أصحابه في آخر النهار وأول الليل
شبح الموت يحلق على دار الصبي :
ولما كان اليوم الرابع من مرض الفتاة توقف كل شيء ,وعرفت الأم أن شبح الموت قد اقترب من البيت الذي لم يعرفه من قبل فلم يدخل هذا الشبح ذلك البيت سابقا كما لم تعرف الأم لذع (إحراقه وشدته)الألم الصحيح .
كانت الأم في عملها وفجأة تسمع صياح ابنتها , فتترك كل شيئا وتسرع إليها , ويشتد صياح الفتاة ساعة بعد ساعة , ويترك الجميع ما كانوا يعملونه , الصبيان يتركون لهوهم والشباب يتركون حديثهم ويترك الأب أصدقائه ويسرع الجميع إليها , ولكن لا جدوى فما زال الصياح مستمر في شدة وألم , الأم تحاول أن تعطيها ألوان الدواء والأب (الشيخ) يذهب في ضعف شديد يصلي ويدعو الله أن يزيل عن ابنته , وما زال الصياح مستمر في شدة وألم .
الحزن يسيطر على الأسرة :
وجاء وقت العشاء , فمدت الأخت الكبرى المائدة وحضر الشيخ (الأب) والأبناء ولكن لم تمد يد إلى الطعام فتفرق الجميع ورُفعت المائدة كم وضعت , فما زال الصياح مستمر , والأم تحدق (تدقق النظر) في ابنتها حينا وترفع يدها إلى السماء حينا آخر , وقد كشفت رأسها ولم تكن من عادتها , لكن أبواب السماء كانت قد أغلقت في ذلك اليوم , فقد سبق القضاء بما لا بد منه , فالأم تتضرع , والشيخ يتلو القرآن , والغريب أنه مع كل ذلك الألم والصياح لم يفكر أحد في الأسرة كلها في إحضار الطبيب .
الطفلة وسكرات الموت :
وتقدم الليل فإذا بالفتاة تهدأ وأخذ صوتها يخفت (يضعف ويسكن) , وسكن اضطرابها , وتخيلت الأم أن الله قد سمع دعاءها وزوجها وقد انحلت الأزمة , ولكن هذا الحل كان حلا نهائيا , فقد رحم الله هذه الفتاة من الألم وكانت آياته في ذلك هدوء الاضطراب وخفوت الصوت , وتخيلت الأم أن ابنتها ستنام , فهي في هدوء متصل , لا صوت ولا حركة وإنما هو نفس خفيف يخرج بين شفتيها ثم يتوقف فجأة , فقد فارقت الحياة .
مظاهر الحزن والألم لوفاة الطفلة
والكاتب لا يعرف ما المرض الذي أصاب الفتاة , ولا يعرف كيف انتهت حياتها , وقد ارتفع صوت آخر بالصياح والبكاء إنها الأم التي شعرت بجزع وهلع (حزن شديد) فقد أحست بالثكل (الموت والهلاك وفقد الحبيب والولد) وانهمرت دموعها حتى قطعت الدموع صوتها (حبسته ومنعته من الانطلاق) وكانت تلطم خديها وتصك (تضرب) صدرها بيديها
أما الأب فكان لا ينطق بكلمة واحدة , وإنما تنهمر دموعه , في حزن شديد وأسرع ليتقبل العزاء من الجيران في صبر وجلد(تحمل)
أما الأبناء اختلفوا فمنهم من قسا قلبه فنام ومنهم من رق قلبه فسهر الليل حزنا على أخته
ثم كان يوم عيد الأضحى , وقد أقبل الأب ومعه بعض الرجال فأسرعوا وحملوا الفتاة إلى حيث مثواها الأخير , ويالها من ساعة حزن وبكاء حينما عاد الأب ظهرا بعدما وارى ابنته التراب!!!

المصائب تتوالى على الأسرة
ومنذ ذلك اليوم اتصلت الأواصر (الصلات) بين الأحزان وبين هذه الأسرة , فبعد شهرا واحدا مات أبو الشيخ الهرم (الكبير في السن) , وما هي إلا أشهر قليلة حتى فقدت الأم أمها الفانية (التي بلغت أرذل العمر وعمرت طويلا) , فأصبح البيت لا يعرف سوى الحداد الدائم المتصل , وأصبح الألم والحزن يقفو (يتبع) بعضه بعضا منه اللاذع (الشديد) ومنه الهادئ
اليوم الحزين
جاء يوم منكر حزين لم تعرف له الأسرة مثيل والذي جعل حياتها كلها حزن متصل بلا أفراح فقد قضى ذلك اليوم على الأم أن تلبس السواد طوال حياتها وألا تفرح إلا بكت إثر(بعد) ضحكها , وجعلها لا تعرف معنى الفرح ,ولا تفارق الدموع خديها , ولا تبتسم لعيد إلا وهي كارهة راغمة (مكرهة,مجبرة) .
وباء الكوليرا ومرض أخيه الشاب
كان هذا اليوم هو يوم 21 أغسطس سنة1902م , فقد كان الصيف حزين منكر (غير محبب للنفس بسبب أحزانه) , فقد انتشر وباء (المرض الذي انتشر وتفشى) الكوليرا الذي فتك بأهل مصر (قتل على غرة) , وقضى على أسر بكاملها , ودمر مدنا وقرى كاملة , حتى أغلقت المدارس والكتاتيب وانبث (انتشر) الأطباء ورسل مصلحة الصحة (وزارة الصحة) في القرى والمدن ومعهم أدواتهم وخيامهم يحجزون فيها المصابين والمرضى .
وكان من نتيجة ذلك أن الهلع (الفزع والخوف الشديد) قد أصاب الناس وهانت في أعينهم الدنيا , حتى أن سيدنا أكثر من كتابة الحجب والمخلفات (أدعية تكتب في الحجاب لمنع الشر) وبدأت كل أسرة تتحدث عما أصاب الأسر الأخرى و وتنتظر حظها من المصيبة ,
أما أم الصبي , فقد أصابها الهلع المستمر , تسأل نفسها ألف مرة في كل يوم بمن تنزل النازلة (المصيبة) من أبنائها  وبناتها , حتى أتاها الجواب في أحب وأكثر أبنائها بر بوالديه
الصلاة الصلاة أيها المسلمون
فهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة
إذا صلحت صلح العمل كله, وإذا فسدت فسد العمل كله
صفات الفتى أخي الصبي (المصاب بالكوليرا ) :
كان للأسرة فتى في الثامنة عشر من عمره حصل على البكالوريا (الثانوية العامة) وانتسب لمدرسة الطب , فقد كان أنجب أفراد الأسرة وأذكاها وأرقها قلبا وأكثرهم برا بوالديه وأعطفهم على إخوته , وكان سعيدا مبتهجا دائما .
وعندما انتشر الوباء اتصل بطبيب المدينة وكان يرافقه إلى حيث يذهب , وكان يقول بأنه يتمرن على صنعته حتى جاء يوم 20أغسطس 1902م.
ما الذي حدث في ذلك اليوم ؟
عاد الفتى على عادته مبتسما سعيدا ولاطف أمه وداعبها , وقال بأن المدينة لم تصب اليوم إلا بعشرين حالة فقط , وأن الوباء بدأ في الانحسار , ولكنه شكا من بعض الغثيان (اضطراب في المعدة حتى تكاد تقيء) ثم خرج لأبيه فجلس معه وحدثه كعادته , وجاء أصدقائه فذهب معهم إلى حيث يذهبون كل ليلة عند شاطئ الإبراهيمية , ثم عاد إلى البيت وزعم لأهله أن أكل الثوم يقي من هذا المرض فأكل الجميع إلا أبيه وأمه فإنه فشل في إقناعهما بذلك .
ثم دخل الجميع للنوم , فإذا بصيحة غريبة ملأت إرجاء (نواحي ) البيت و فهب (استيقظ مسرعا) لها كل من في البيت , وأسرع الجميع إلى دهليز(مدخل البيت ج / دهاليز) البيت متجهون إلى مصدر الصوت .
المرض واشتداده على الفتى :
لقد أصيب الشاب بالمرض وقد كان يحاول جاهدا أن يكتم صوت القيء , فقد قضى ساعة أو ساعين يخرج من الحجرة على أطراف قدميه فيقيء ويعود دون أن يشعر به أحد فلما اشتد المرض لم يستطع أن يكتم صوته و فسمع الجميع هذه الحشرجة (صوت يتردد في الحلق أثناء القيء) ففزعوا لها جميعا .
 وهنا عرفت الأم بمن تنزل النازلة ومن أبنائها سيصاب بهذا المرض اللعين , ولم يستطع أن يفعل شيئا سوى أن يتمالك نفسه في صبر وجلد ويدخل ابنه إلى حجرته وأمر بالفصل بينه وبين إخوته أسرع فأحضر جارين من جيرانه ثم أسرع إلى الطبيب .

ماذا فعلت الأم عندما علمت بمرض ابنها ؟
كانت أم الفتى مروعه (خائفة) مؤمنة جلدة , تهتم بابنها , حتى إذا توقف القيء أسرعت إلى الدهاليز فرفعت يديها ووجهها إلى السماء وفنيت في الدعاء والصلاة (اجتهدت واستغرقت في ذلك) , فإذا سمعت حشرجة ابنها أسرعت إليه فوضعت رأسه على صدرها وما زال لسانها يدعو الله أن يشفيه ويرحمه .
ولم تستطع أن تحول وتفصل بين الفتى وإخوته , فقد أسرع الجميع إليه وأحاطوا به واجمين (اشتداد الحزن حتى منعهم من الكلام) وهو يداعب أمه كلما انتهى القيء , ويلعب مع صغار إخوته , حتى أتي الطبيب فوصف ما وصف من دواء ثم انصرف على أن يعود في الصباح فجلست الأم في حجرة ابنها , أما الشيخ بعدما انصرف الطبيب فقد جلس قريبا من الحجرة لا يدعو ولا يقرأ القرآن ولا يتكلم مع أحد من الذين يتحدثون إليه .
احتضار الابن :
أتى الصبح بعد لأى (جهد شديد) , وأخذ الفتى يشكو ألما في ساقيه فيدلكها له أخواته , وهو يشكو من شدة الألم , فمرة يتحمل ومرة يصيح من شدته وألمه .
وقد طلب الفتى بأن يُبرق(يرسل إليه برقيه, تلغراف) إلى أخيه الأزهري في القاهرة ليحضر وكذلك إلى عمه في أعلى الإقليم , وكان يطلب الساعة من حين لآخر , فقد كان يخشى أن يموت دون أن يراهما .
وبالفعل فالموت لم يمهله حتى يراهما فقد جاء الطبيب في الصباح , وخرج وقد يئس من شفاء الصبي , وقد أسر (تحدث سرا) إلى الرجلين بأن الفتى يحتضر , فأسرع الرجلان حتى دخلا على الفتى الحجرة وأمه عنده وكانت تلك أول مرة في حياتها تظهر أمام الرجال
وكان الفتى في تلك اللحظات يتلوى من شدة الألم ويواسي أمه ويقول لها بأنه ليس أفضل من النبي الذي مات وأن الجميع إلى زوال ثم يتجه إلى أبيه يريد أن يواسيه فلا يجيب عليه الشيخ .
ثم ألقى نفسه على السرير وعجز عن الحركة , وأخذ يئن (يحدث صوتا من شدة المرض)أنينا يخفت(يضعف) من وقت لآخر , حتى انتهى الصوت باضطراب قليل ورعشة قوية سارت في جسمه  تبعها موت الفتى .
ثم أسرع الرجلان فهيآه (جهّزاه للدفن) وعصّباه وألقيا على وجهه لثاما (رباط يشد على وجه الميت) ثم خرجا للشيخ . وما هي إلا ساعة حتى تم تجهيز الفتى للدفن , وخرج به الرجال على أعناقهم لمثواه (مستقره) الأخير , وما كادوا يخرجوا به حتى كان أول من لقي النعش ذلك العم الشيخ الذي كان الفتى يتمهل الموت حتى يراه .
أين كان الصبي ؟
لقد كان الصبي منزوٍ في أحد أركان الغرفة واجما كئيبا دهش يمزق الحزن قلبه , حتى أنه لا ينسى أبدا تلك الأنة التي أرسلها الفتى نحيلة ضئيلة طويلة ثم سكت بعدها للأبد .
وظل في مكانه حتى أتى أحد الرجلين فجذبه بشدة , وأخذه إلى مكان بين الناس فوضعه كما يوضع الشيء بلا اهتمام .
أم الفتى :
قامت أم الفتى , وقد انتهى صبرها ووهى جلدها (ضعف تحملها وصبرها) , فما كادت تقف حتى هوت (سقطت) فأسرع الرجلان وأسنداها , وتمالكت نفسها حتى خرجت من الغرفة , وبمجرد أن تجاوزتها حتى أطلقت شكاة (شكوى)وصيحة عالية لا يذكرها الفتى إلا انخلع قلبه من شدتها وشدة ألمها .
وقد ازدحم الناس خارج الدار يواسون الشيخ , وأسرعت النساء إلى أم الفتى يواسين أمه , والشيخ وزوجته مشغولون عن كل هؤلاء بالفتى وما يعانيه من آلام المرض .
استقرار الحزن في بيت الصبي , (تغير عادات الأسرة)
فمن ذلك اليوم استقر الحزن العميق (الشديد) في بيت الصبي , وأصبح الفرح والابتهاج شيء يجب على الجميع من شبان وصغار أن يتجنبه .
حتى أن الشيخ منذ ذلك اليوم تعود إذا جلس إلى مائدة الغداء أو العشاء أن يذكر ابنه الفتى ويبكيه ساعة أو بعض ساعة , وأمامه زوجته تعينه ,
والأبناء يحاولون تعزية هذين الأبوين فلا يبلغون منهما شيئا (لا يستطيعون) فيجهشون بالبكاء جميعا (يتهيئون ويهمون بالبكاء) .
ومن ذلك اليوم تعودت تلك الأسرة أيضا أن تعبر النيل إلى مقر الموتى من حين لآخر , وكانت من قبل ذلك تعيب على من يذهب لزيارة القبور .
وفاء الصبي لأخيه الشاب :
لقد تغير الفتى منذ ذلك الحين فعرف الله حق المعرفة وحرص على التقرب إلى الله تعالى بكل ألوان الطاعة , فأحيانا بالصلاة وأحيانا بالصدقة وأحيانا بتلاوة القرآن .
وعرف الصبي من شيوخه أن الإنسان يحاسب على أعماله من الخامسة عشر من عمره , وهو يعلم أن أخيه من طلاب المدارس وكان مقصر بعض الشيء في وجباته الدينية , وحسب الفترة بين موت أخيه وبداية محاسبته على أعماله فوجدها ثلاثة سنوات لأن الفتى مات في الثامنة عشر من عمره , ولذلك فقد عاهد الله على أن يصلي الخمس كل يوم مرتين مرة له ومرة لأخيه , وأن يصوم شهر رمضان مرتين أيضا , له ولأخيه , وعاهد الله على أن يكتم ذلك كله عن أسرته وأن يجعل ذلك بينه وبين الله تعالى .
وكان من بره بأخيه بعد موته أنه أخذ عهد على نفسه ألا يأكل من طعام أو فاكهة  إلا وأطعم منه فقير أو يتيم قبل أن يأكل هو منه .
ويشهد الله أن الفتى ظل على عهده أشهرا , و ما غير سيرته هذه إلا عندما ذهب إلى الأزهر
وقد عرف الصبي أيضا الأرق (السهر) فكان دائما ما يذكر أخاه في سواد الليل فلا يستطيع أن ينام ويظل يقرأ سورة الإخلاص آلاف المرات ويهبها لأخيه الشاب . وكذلك أخذ ينظم شعرا على نحو ما كان يقرأه في الكتب والقصص يعبر فيه عن حزنه العميق على أخيه ولا ينهي قصيدة إلا وصلى فيها على النبي (r) ووهب هذه الصلاة أيضا لأخيه .
وكذلك عرف الصبي الأحلام المروعة (المخيفة) فقد كانت علة أخيه تتمثل له كل ليلة في منامه ويقظته , واستمر هذا الحال أعواما عديدة حتى أصبح الصبي فتى ورجلا ,  وهو ما زال كما هو من وفاء لأخيه  , يراه في المنام مرة في الأسبوع مرة واحدة على أقل تقدير .
وقد تعزي (تصبر) الأخوة عن ذلك الفتى , ونسيه من نسيه من أصحابه وأترابه (أقرانه وأصدقائه )  , وكانت ذكراه لا تزور الشيخ إلا لماما (في بعض الأحيان) , ولكن لم يظل يذكره وسيظل يذكره إلى أن يموت إلا اثنين هما أمه وهذا الصبي (يقصد نفسه - طه حسين)
اللغويات
فاترة : أي مملة - تسبغ : أي تضفي - بوادر : بشائر ، علامات م بادرة - يبلّ من المرض : يُشَفى منه - شبحاً مخيفاً: خيال الموت ج أَشباح و شُبوح - لذع : مرارة - واجمة : عابسة مُطرِقة ، ساكتة حُزْناً - مبهوتة : مندهشة - تحدق : تدقق النظر- تتضرع : تدعو ، تبتهل - الثُّكل : فقد الحبيب - جزع : انعدام الصبر × الصبر - تولول : تدعو بالويل - تخمش : تجرح - تصك صدرها : تضربه بقوة - نُكر : أي كره وصعوبة - وارى ابنته التراب : دفنها - الأواصر : الصلات و الروابط م الآصرة - الشيخ الهرم : أي الذي بلغ أقصى الكبر - يقفو : يتبع - اللاذع : المؤلم ، المحرق - موتاً ذريعاً : أي سريعاً شنيعاً - النازلة : المصيبة الشديدة ج نازِلات ، نوازِل - وطأة الوباء : شدة المرض - الدِّهْليز : المدخل بين الباب و وسط الدار ج الدهاليز - الحشرجة : تردد النفس في الحلق عند الموت - خليقاً : جديراُ ، مستحقاً - بعد لأى : بعد مشقة - يتضوّر : يتلوي ، يتألم - الأنة : الآهة - وَهِي جَلَدُها : ضعف صبرها - لثاماً : أي غطاء ج لثم - أطوار : مراحل م طور - لماماً : قليلاً .
مناقشة الفصيح
1- (ومن ذلك اليوم تغيرت نفسية صبينا تغيرًا تامًا، عرف الله حقًا وحرص على أن يتقرب إليه بكل ألوان التقرب الصدقة حينًا وبالصلاة حينًا آخر وبتلاوة القرآن مرة ثالثة، ولقد كان شهد الله ما كان يدفعه إلى ذلك خوف ولا إشفاق ولا إيثار للحياة).
أ) هات مرادف (إيثار) ومضاد (تغيرت)                            
ب) ما اليوم المشار إليه في العبارة السابقة؟ وكيف أثر في حياة الصبي؟          
جـ) ما الذي أنسى الصبي أحزانه فيما بعد؟                 
د)للشاب الذي مات بالكوليرا سمات توضحه، اذكرهما. وكيف كانت معاملته لأهله؟
2- "كانت خفيفة الروح طلقة الوجه فصيحة اللسان عذبة الحديث قوية الخيال، كانت لهو الأسرة كلها.... تبعث فى كل اللعب التى كانت بين يديها روحًا قوية وتسبغ عليها شخصية".
أ- هات مضاد (طلقة) ومرادف (تسبغ)  
ب- عمن تتحدث العبارة؟ وكيف انتهت حياتها؟   
جـ- الريف يبخل على أطفاله بالعناية. ناقش ذلك من خلال فهمك لأحداث الفصل.



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات