القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة الايام للصف الثالث الثانوي الجزء الثاني تلخيص سؤال جواب 7


6-انتساب الصبي للأزهر
تأثر الصبي بالربع (الدار وما حلوه /ج/ أرباع رباع) ومن فيه:
لقد عاش الصبي في الربع وكبر فيه وتعلم فيه من شئون الحياة والناس وأخلاقهم أشياء كثيرة لا تقل خطرا (أهمية وقيمة) عما تعلمه في الأزهر من فقه ونحو ومنطق وتوحيد.
متى بدأ الصبي دروس في الأزهر؟
بدأ الصبي دروسه في الأزهر بعد يومين أو ثلاثة من وصوله إلى القاهرة.
أستاذ الصبي وسماته:
وقد أسلمه أخوه إلى أستاذ أزهري جديد ظفر (نال وحصل) بدرجة الأزهر أثناء الصيف وهو في سن الأربعين من عمره, وكان سيجلس مجلس الأستاذ من صغار التلاميذ لأول مرة في حياته.
سمات الأستاذ الجديد:
كان الأستاذ الجديد معروفا الذكاء والتفوق, غلب (قهر) الحظ ونال درجة الأزهر الثانية على الرغم من استحقاقه للأولى, ولكنه رضي وعد ذلك انتصارا كبيرا, وإن شعر بأنه ظلم لما فقد الدرجة الأولى.
وكان ذكاء الأستاذ محصورا على العلم, وإذا تجاوز للحياة العملية أصبح أكثر الناس سذاجة, وكان مشهورا بين الطلاب والعلماء بحبه للذات (المتع) المادية متهالك(حريص) عليها, ولكن لم يكن سبب هذا الحرص فساد خلقه أو دينه ولكنه مزاجه فقط.
وكان كثير الأكل محبا للحم لا يستطيع أن ينقطع عنه أو يسرف فيه (يفرط) ولو يوما وحدا, مما كلفه عناء وتعب كثير.
وكان صوته متهدجا (متقطع) متكسرا يقطع الحروف وتنفرج شفتاه أكثر من اللازم أثناء كلامه فلا يسمعه أحد إلا وضحك من صوته وانفراج شفتاه.
ما اسم الدرجة الأزهرية التي حصل عليها الأستاذ الجيد؟ وما أول شيء فعله؟
تسمى درجة الأزهر بشهادة العالمية.
وبمجرد أن حصل عليها أسرع إلى شارة العلماء فاتخذها ولبس الفراجية (ثوب واسع طويل الأكمام يتزين به علماء الدين) على الرغم من أن العلماء لم يكونوا يتخذون هذه الشارة إلا بعد أن يبعد عهدهم بالدرجة وتعرف لهم سابقة وقدمه (السابقة في الأول الأقدمية) في العلم تيسر لهم حياتهم المادية بعض الشيء.
أثر تسرع الأستاذ إلى الفراجية:
تسرع الأستاذ ولبس الفراجية فضحك منه الجميع أصحابه من الطلاب وأساتذته من العلماء, وزادهم ضحكا أنه لبس الفراجية ومشي حافيا في نعليه (يرتدي النعل بدون جوارب) زهدا منه فيها أو عجزا عنها,
الأستاذ وهيبة العلماء:
وكان يتصنع (يتظاهر بما ليس فيه) الوقار (الرزانة والحلم والعظمة) وهيبة العلماء إذا مشي في الشارع فيمشي متثاقلا متباطئا, فإذا خطا عتبة الأزهر (دخله) نسي كل ذلك وذهب وقاره وفارق أناته ومشى مهرولا (مسرعا).
كيف عرف الصبي الأستاذ الجديد؟
عرف الصبي رجله قبل أن يسمع صوته,وذلك أن الأستاذ أقبل على مكان درسه لأول مرة مهرولا فعثر بالصبي وكاد يسقط, فقد داست قدماه بجلدهما الخشن يد الصبي حتى كادت أن تنقطع, ثم مضى وأسند ظهره إلى العمود الذي طالما حلم أن يسند ظهره إليه معلما.
منهج الأستاذ الجديد:
كان كغيره من أقرانه ( أمثاله /م/ قِرن) بارع في العلوم الأزهرية ساخطا على طريقة تعليمها, فقد كان متأثرا بالأستاذ محمد عبده, ولكنه تأثر لم يبلغ الأعماق, فلم يكن مجددا خالصا ولا محافظا خالصا, مما دفع الشيخ ينظرون إليه شزرا (بمؤخرة العين) في ريبة وإشفاق.
كيف حاول الأستاذ الجديد التجديد؟
في يومه الأول وقبل أن يبدأ درسه الأول أعلن لتلاميذه أنه لن يقرأ عليهم كتاب (مراقي الفلاح على نور الإيضاح) كما يفعل الشيوخ للتلاميذ المبتدئين, ولكنه سيعلمهم الفقه في أكثر من كتاب بمقدار ما في كتاب (مراقي الفلاح), وطلب منه أن يسمعوا له وان يفهموا ويكتبوا ما يحتاجون إلى كتابته.
ما موقف الصبي من الأستاذ الجديد؟
كان الأستاذ يدرس للصبي الفقه والنحو, فأما الفقه فكان درسه قيما ممتعا للفتى, وكان كذلك في درس النحو فأصبح النحو سهلا يسيرا, فلم يقرأ عليهم كتاب ( شح الكفراوي) ولم يعلمهم الأوجه التسعة لقراءة (بسم الله الرحمن الرحيم) ولا إعرابها, وإنما هيأهم ( أعدهم وجهزهم) للنحو تهيئة جيدة وعرفهم أقسام الكلام من اسم وفعل وحرف.
رأي أخي الصبي وجماعته عن الأستاذ الجديد:
سُئل الصبي أثناء شاي العصر عن الأستاذ الجديد ومنهجه في النحو والفقه, فأعاد عليهم ما سمعه منه فشعروا بالرضا عنه وعن طريقته في التعليم.
الصبي ودرس الفقه والنحو:
لم ينتسب الصبي إلى الأزهر من أول يوم له فيه, بل كان يحضر درسي النحو والفقه حضورا منتظما محتوما (واجبا), ويستمع إلى درس الحديث فجرا أثناء انتظاره حتى يفرغ أخوه من درس أصول الفقه ويحين درس الفقه.
ما أُثر ذلك عليه؟
شعر الصبي بالضيق والحيرة حتى أنه سأل نفسه: متى ينتسب إلى الأزهر ويصبح طالبا مقيدا في سجلاته؟
متى انتسب الصبي إلى الأزهر؟ وما أثر ذلك عليه؟
بعد مدة جاء اليوم المشهود وأُنبئ (أُخبر) الصبي أنه سيذهب إلى امتحان حفظ القرآن الذي يوطئه (يهيئه) للانتساب إلى الأزهر, ولكنه عرف بأن الامتحان بعد ساعة واحدة, فلم يكن مستعدا كما يجب لأنه لم يفكر أن يتلو القرآن منذ أن جاء إلى القاهرة, وشعر بخفقان (تحرك واضطراب) قلبه.
كيف دخل الصبي زاوية العميان؟
دخل الصيب زاوية العميان وهو خائف أشد الخوف مضطرب النفس, لأنه لم يقرأ القرآن ولم يراجع ما حفظه منذ أن وصل القاهرة, ولكن بمجرد أن دنا واقترب من الممتحنين زال عنه هذا الخوف فجأة والسبب في ذلك:
أنه عندما كان ينتظر فراغ الممتحن من الطالب الذي أمامه, سمع الممتحن يناديه بالأعمى وقال له "اقترب يا أعمى" وهي جملة وقعت من أذنه أسوا موقع لأنه لم يسمعها قبل ذلك من أحد فقد كان الجميع يتحرز من ذكر عاهته أمامه.
ما أثر هذه الكلمة على الصبي؟
لقد ملأت هذه الكلمة قلبه حسرة وألما وتركت في نفسه خواطر لاذعة وألما لم ينساهما قط, ووقعت هذه الجملة من أذنه أسوأ وقع, ولولا أن أخاه أخذ بيده وقربه من هذا الممتحن لما صدق أنه المقصود بها.
لماذا شعر الصبي بهذه الحسرة؟
شعر الصبي بهذه الحسرة وهذا الألم, لأنه سمع هذه الكلمة لأول مرة ولأن أهله اعتادوا معه الحذر والرفق وكانوا يتجنبون ذكر هذه الآفة, ومع ذلك فهو لم ينس آفته وكان يقدر من أهله تلك الرأفة.
كيف كان امتحان الصبي؟
طلب إليه أحد الممتحنين أن يقرأ سورة الكهف فما قرأ بعض الآيات, حتى طلب منه أ، يقرأ سورة العنكبوت, وما كاد يقرأ بعض آياتها الأولى حتى قال له "انصرف يا أعمى فتح الله عليك"
أثر الامتحان على الصبي:
تعجب الصبي من الامتحان وطريقته التي لا تصور شيئا ولا تدل على حفظ, وكان ينتظر أن تمتحنه اللجنة على أقل تقدير كما كان يمتحنه أبوه أو شيخ الكتاب, ولكنه انصرف راضيا عن النجاح ساخطا (كارها غاضبا) لممتحنيه محتقرا لامتحانهما.
سوار الكشف الطبي:
لم يخرج الصبي من لجنة الامتحان حتى عطف (مال) به أخوه إلى أحد أركانها فتلقاه أحد الفراشين أو (المشدين) فربط حول معصم ذراعه اليمنى سوار من خيط جمع طرفيه بقطعة مختومة من الرصاص, وقال انصرف فتح الله عليك.
ما دلالة هذا السوار :
لم يفهم الصبي معنى هذا السوار في بداية الأمر ولكن أخاه أخبره أن هذا السوار سيظل
حول معصمه أسبوعا كاملا حتى يمر أمام الطبيب الذي سيمتحن صحته ويقدر سنه ويطعمه التطعيم الواقي ضد الجدري.
اختلفت مشاعر الصبي بعد الامتحان. وضح.
لقد كان الغلام جديرا بأن يفرح ويبتهج بهذا السوار لأنه يدل على أنه مرشح للانتساب للأزهر ,لأنه بذلك قد اجتاز المرحلة الأولى من مراحل الانتساب, ولكن ظل أياما مصروفا عن هذا الابتهاج ومشغولا عنه بكلمة الممتحن التي ناداه بها.
كيف أمضى الصبي أسبوع السوار؟
أمضى الصبي هذا الأسبوع كعادته يستيقظ على صوت الحاج علي فيذهب إلى الأزهر مع الفجر ليأخذ درس الفقه ثم يعود ويذهب مرة أخرى مع الظهر ليحضر درس النحو, ثم يعود, فيقضي وقته في مجلسه نائما أو قائما.
انتساب الصبي للأزهر:
جاء يوم الامتحان الطبي والصبي يشفق (يخشى) أ، يدعوه الطبيب كما دعاه الممتحن, ولكن الطبيب لم يدعه لأنه لم يكن يدعو أحدا وإنما دفعه أخوه للطبيب فخط خطوطا في ذراعه وقال خمسة عشرة, وبذلك أصبح الصبي منتسبا للأزهر ومقيدا في سجلاته.
أثر امتحان الطبيب على الصبي:
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِين
آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ 
سَاءَ مَا يَحْكُمُونَانتهى امتحان الطبيب وبذلك أصبح الصبي منتسبا للأزهر مقيدا في سجلاته, رغم أنه لم يكن قد بلغ السن التي ذكرها الطبيب, وعاد إلى غرفته وفي نفسه شك مؤلم ولكنه لذيذ في أمانة هؤلاء الممتحنين وفي صدق هذا الطبيب.



مناقشة الفصيح
"على هذا الربع أقبل الصبى، وفى هذه البيئة عاش وأكبر الظن أن ما اكتسب فيها من العلم بالحياة وشئونها والأحياء وأخلاقهم لم يكن أقل خطرًا مما اكتسبه فى بيئته الأزهرية"
أ- هات مرادف (الربع) ومضاد الظن.           
ب- ما أثر الحياة فى الربع على الصبى؟         
جـ- حدد ما اكتسبه فى بيئته الأزهرية.         
"وكان هذا يكفى لينظر الشيوخ إليه شزرًا وليلحظوه فى شىء من الريبة والإشفاق".
أ- هات مرادف (شذرًا) ومضاد (الإشفاق)        
ب- مَنْ المتحدث عنه فى العبارة؟ ولماذا كان الشيوخ ينظرون إليه شذرًا؟
جـ- ما المنهج الذى اتبعه فى التدريس؟ وما صدى ذلك على طلابه؟    
(وقد أقبل اليوم المنشود فأنبىء الصبى بعد درس الفقه أنه سيذهب إلى الامتحان فى حفظ القرآن توطئة لانتسابه إلى الأزهر).
أ- حدد من العبارة (اسم مفعول) وكلمة معناها تهيئة.     
ب- ما المراد باليوم المنشود؟ وما أثر ذلك اليوم عليه؟   
جـ- كيف كان وقع دعوة الممتحنين للصبى بقوله (يا أعمى) على نفسه؟        
لا تنس الدعاء
فبه قضاء الحاجات, ونجاة من المهلكات
وكنز لك يوم يقوم الأشهاد" وقد دهش الصبى لهذا الامتحان الذى لا يصور شيئًا ولا يدل على حفظ وقد كان ينتظر على أقل تقدير أن تمتحنه اللجنة على نحو ما كان يمتحنه أبوه الشيخ ولكنه انصرف راضيًا عن نجاحه، ساخطًا على ممتحنيه".
أ- هات مضاد (ساخطًا) وجمع (نحو)  
ب- ما سبب دهشة الصبى؟     
جـ- لماذا كان الفتى ساخطًا على ممتحنيه؟     
د-  ما المآخذ التى أخذها الصبى على الأستاذ الجديد؟  


7- قسوة الوحدة
أسباب مشقة الحياة:
كانت هذه الحياة شاقة عليه وعلى أخيه معا, فقد كان الصبي يستقل ما يقدم إليه من علم ويتشوق إلى أن يشهد ويبدأ من الدروس أكثر من ذلك الذي كان يبدأ به حياته العليمة.
هذا بالإضافة إلى وحدته المستمرة في غرفته بعد درس النحو التي لم يعد يحتملها, وكان يود (يتمنى ويرغب) أن يتحرك أكثر مما يتحرك ويتكلم أكثر مما يتكلم ليتخلص من هذه الوحدة.
أما بالنسبة لأخيه فقد ثقل عليه اضطراره لقيادة الصبي مصبحا وممسيا ذاهبا وعائدا من الأزهر كل يوم, وثقل عليه أيضا تركه لأخيه الصبي في الغرفة وحيدا معظم الوقت, وأيضا ثقل عليه أن يهجر أصدقاءه ويتخلف عن درسه ليجلس مع الصبي في غرفته.
كيف تعامل الصبي وأخوه مع المشكلة؟
لم يتحدث الصبي عن مشكلته هذه مع أحد حتى مع أخيه, وكذلك لم يتحدث أخوه معه عليها, ويبدو أنه تحدث مع أصدقائه في هذه المشكلة أكثر من مرة.
متى وصلت المشكلة لأقصاها ؟
لقد وصلت المشكلة لأقصاها ذات ليلة, عندما دُعي الأخ وجماعته ليسْمُر (السمر حديث الليل) عند صديق سوري لا يسكن الربع ولا يسكن الحي, وقبلت الجماعة دعوة الصديق, وعادت الجماعة من درس الأستاذ الإمام بعد العشاء ليتخفف كل منهم مما يحمله من كتب وأوراق.
وهيأ (جهز) الفتي أخاه الصبي للنوم مثلما يفعل كل ليلة وأغلق عليه الباب, ولكنه لم يكد يصل الباب حتى سيطر الحزن على الصبي فغلبه البكاء فأجهش به (رفع صوته بالبكاء), ولكنه حاول أن يكظم (يكتم) صوته ما استطاع, ويظن بأن أخاه قد سمعه ولكنه لم يغير رأيه وأغلق الباب واستمر في طريقه.
كيف حاول الفتى أن يخفف عن أخيه الصبي؟
بكي الصبي ما أرضى نفسه وانقضت الليلة مثل كل ليلة لا يستطيع النوم إلا بعد عودة أخيه, ولكن في الصباح بعد أن عاد الصبي من درس الفقه وأفطر قدم له أخوه ألوانا من الحلوى كان قد اشتراها له في أثناء عودته من سمره, وهنا فهم الصبي وفهم الفتى ولكن لم يتحدثا عن الأمر.
كيف انتهت وحدة الصبي؟ ( كيف تم حل المشكلة)
بعد يوم ويوم آخر, وصل كتابا للشيخ سلمه له الحاج فيروز, ولما فضه (فتحه) وقرأ ما فيه, وضع يده على كتف الصبي وقال له بصوت ملأه بالحنان والرفق, " لن تكون وحيدا في الغرفة منذ الغد, فسيحضر ابن خالتك طالبا للعلم وستجد منه مؤنسا ورفيقا"
مناقشة الفصيح
"كان الحزن قد غلب الصبى على نفسه فأجهش ببكاء كظمه ما استطاع"
1- مرادف أجهش (رفع الصوت بالبكاء - بكى بكاء مكتومًا - كلاهما خطأ)  
2- مرادف كظمه (كتمه - أخفاه - أباحه)       
3- كان الصبى يبكى لشعوره (بالوحدة والإهمال - بالمرض الشديد - التعثر فى الدراسة)       
دعيت الجماعة ذات يوم أن تسمر عند صديق لها سورى لا يسكن الربع ولا يسكن الحى، وقبلت الجماعة دعوة الصديق، ومضى اليوم كما تعودت الأيام أن تمضى...."
أ- هات جمع (الربع) ومضاد (تمضى)           
ب- لماذا بلغت مشكلة الصبى أقصاها؟           
جـ- إلى أين اتجهت الجماعة بعد درس الإمام؟ ولماذا؟         
ومضى يوم ويوم آخر، وأخذ الشيخ الفتى كتابا من الحاج فيروز ففضل ونظر فيه ثم قال لأخيه وقد وضع يده على كتفه وامتلأ صوته حنانًا ورفقًا: لن تكون وحدك فى الغرفة منذ غد"
أ- هات مرادف (فضه) ومضاد (رفقًا) وجمع (كتف)     
ب- ما البشرى التى يحملها الكتاب؟      
جـ- لماذا فرح الشيخ الفتى بما جاء فى الكتاب؟        
د- كان الصبى شغوفًا للعلم. من أين تفهم ذلك؟          
8- فرحة الصبي
كيف كانت لعلاقة بين الصبي وابن خالته؟
كان ابن خالته رفيق صباه وصديقا أثر(مفضلا) وكان كثيرا ما يهبط من بلدته في أعلى الإقليم لزيارة الصبي فيمكث معه الشهر والأشهر, يختلفان (يترددان) معا إلى الكتاب فيلعبان وإلى المسجد فيصليان, ثم يعودا إلى البيت مع الأصيل (قبيل الغروب /ج/ آصال)
وكانا في البيت يقرءان في كتب القصص والسمر ويلعبان وكثيرا ما كانا يحلمان ويتمنيان, وتعاهدا على ن يذهبا معا للقاهرة ويطلبان العلم في الأزهر.
اشترك الصبيان في انتظار الأزهر. وضح.
لقد كان ابن الخالة يهبط من أعلى الإقليم في الصيف, وقد أعطته أمه النقود والزاد وودعته وهي تظن انه سيرافق الفتى الأزهري إلى الأزهر, ولكن سرعان ما يضيع حلمه ويشارك الصبي في الانتظار ثم الغضب ثم الحزن والبكاء, وما كان ذلك إلا أن الأسرة أو الفتى الأزهري رأى أنه ما زال مبكرا لم يئِن (يحين موعد) أن يذهب الصبي وابن الخالة إلى الأزهر, فكان يفترقان ويعود الصديق ابن الخالة إلى أمه محزونا.
ما أثر هذا الخبر على الصبي؟
لم يكن غريبا على الصبي أن يقع هذا الخبر على نفسه موقعا حسنا لما بينه وبين ابن خالته من صداقة ومشاركة في الحزن والفرح. وقضى الصبي ليلته مبتهجا لم يسمع للغرفة ولا لحشرات صوتا كما كان يحدث كل ليلة, فقد كان مشغولا بفرحة وابتهاجه بخبر حضور ابن خالته عن صوت الحشرات, ولكنه شعر بالأرق والقلق لما استبطأ الصبح (رآه بطيئا) وتعجل الوقت.
كيف قضى الصبي صباحه في هذا اليوم؟
ذهب الصبي إلى الأزهر فاستمع إلى درس الحديث والشيخ يتغنى به سندا (السند هو نسب الحديث لقائله ورفعه إليه) ومتنا (المتن الأصل الذي يشرح وتضاف إليه الحواشي) ولكنه لم يهتم بما يقول الشيخ ولم يلق له بالا (اهتماما) قد كان مشغولا بحضور صديقه.
ثم جاء درس الفقه فلم يجد مفرا من الاستماع والاهتمام لأن أخاه أوصى به الشيخ الذي كان يحاوره ويناظره ويضطره إلى الاستماع والفهم.
كيف كان الصبي غرفته وقت الضحى؟
ثم عاد إلى الغرفة فأنفق (قضى) وقته في هدوء وقلق, فقد كان هادئا في ظاهر الأمر حتى لا يظهر( يطلع) أخوه أو أحد من أصحابه على أن هناك شيء تغير فيه, وكان قلقا في دخيلة نفسه (عمق /ج/ دخائل) لأنه يتعجل الوقت ويستبطئ العصر الذي سيصل فيه القطار إلى محطة القاهرة.
طريق ابن الخالة من المحطة إلى الربع:
حينما دعا المؤذن لصلاة العصر لم يبق على لقاء الصبي بابن الخالة إلا وقت قصير تقطع فيه العربة النقل المسافة بين المحطة والحي, وتمر في طريقها بباب البحر فباب الشعرية وتنتهي إلى الباب الذي ستنعطف نحوه فتمر بين دخان القهوة وقرقرة الشيشة.
وصول ابن الخالة:
سمع الصبي قدمان تضربان أرض الربع ولم يتردد في معرفة صاحبهما, فقد كان ابن خالته, الذي ألقى عليه سلاما ضاحكا وتعانق وهما يضحكان.
وبدأ سائق العربة في نقل ما أحضرته الأسرة من الطرف (المستحدث من كل شيء/م/ طرفة) والزاد.
ما الذي تأكد منه الصبي؟
تأكد الصبي أن العشاء هذه الليلة سيكون دسما, وأن الأصدقاء جميعهم سيشاركون فيه, وانه لن يخلو الصبيان إلى بعضهما حتى يقوم القوم ليشهدوا درس الأستاذ الإمام.
ما أثر وصول ابن الخالة على حياة الصبي؟
اللهم إني أسألك بيتا 
على أخلاق النبي وآل بيته
بمن أحب ولمن أحبلقد كان لابن الخالة أثر كبير في حياة الصبي, فقد تغيرت حياته تغيرا شاملا, فذهبت عنه الوحدة والعزلة حتى أنه رغب فيها في بعض الأحيان, وكثر عليه العلم حتى ضاق به أحيانا أخرى.


مناقشة الفصيح
"وقد ذهب الصبى إلى درس الأحاديث فسمع صوت الشيخ وهو يتغنى (بالسند) و(المتن) ولكنه لم يلق إلى الشيخ بالاً".
1- السند هو (رفع الحديث إلى قائله - قصائد جميلة - حاشية فى النحو)         
2- المتن جمع (متون - أمتن - أماتن)          3- مرادف بالاً (اهتمامًا - إصغاءً - نظرة)   
4- لم يلق بالاً لـ (تفكيره فى قدوم ابن خالته - لم يفهم الشيخ - لعدم إعجابه بالشيخ)  
"فلا غرابة فى أن يقع هذا الخبر من نفس الصبى موقعًا حسنًا ولا غرابة فى أن يقضى الصبى مساءه راضيًا مبتهجًا لا يفكر إلا فى غدٍ"
أ- هات المراد بقوله (هذا الخبر) ومضاد (راضيًا)        
ب- كيف جعل هذا الخبر الصبى لا يفكر إلا فى الغد؟
جـ- هات من العبارة:
1- اسم لا: النافية للجنس وأعربه. 2- مفعولاً مطلقًا وبين نوعه.
3- حالاً وبين نوعه. 4- أسلوب استثناء وبين حالته.    
"وكان ابن خالته هذا رفيق صباه، وكان له صديقًا وعنده أثيرًا وكان كثيرًا ما يهبط من بلدته فى أعلى الإقليم لزيادة الصبى فينفق مع الشهر أو الأشهر".
أ- هات مرادف (يهبط) وجمع (أعلى) (أثيرًا)   
ب- فيم كان الصبى وابن خالته يقضيان وقتهما؟          
جـ- علام تعاهد الصبى وابن خالته عندما كانا فى القرية؟      
وذهب بعد ذلك إلى درس الفقه فاستمع له لأنه لم يجد من ذلك بدًا فقد كان أخوه أوصى به الشيخ، وكان الشيخ يحاوره ويناظره ويضطره إلى أن يسمع له ويفهم عنه".
أ- هات من العبارة كلمة ومرادفها.       
ب- لماذا لم يجد الصبى مفرًا من سماع الشيخ؟          
جـ- الحوار هو أفضل الطرق للفهم والتحصيل. من أين تفهم ذلك؟

9- تغير حياة الصبي
أقل ما تغير في حياة الصبي:
لقد تغيرت حياة الصبي منذ وطأ ابن خالته القاهرة, وأيسر (أقل -أسهل) ذلك أنه هجر ذلك البساط البالي(التالف) العتيق(القديم) الذي كان يجلس عليه قبل ذلك معظم وقته, بل أصبح لا يعرفه إلا حين يجلس للإفطار أو العشاء أو حين يأوي (يلجأ ويذهب) إلي مضجعه (مكان نومه /ج/مضاجع) حينما يتقدم الليل.
أين كان يقضي الصبي يومه؟
لقد كان يقضى يومه كله أو أكثره في الأزهر وما حوله من المساجد التي يختلف فيها إلى بعض دروسه. فإذا عاد إلى الربع لم يدخل غرفته إلا ليتخفف من عباءته ثم يخرج ويجلس مع صاحبه على بابها على فراش من الُّلبد ( بساط مصنوع من الصوف /ج/ ألباد ولبود) ولم يكن يترك للمارة في ذلك الطريق إلا موضع قدم أو قدمين.
مجلس الصبيين على باب الغرفة:
لقد كان هذا المجلس بالنسبة للصبيين مجلس لهو ودرس, فقد كانا يلهوان ويتحدثان قليلا ويقرءان كثيرا, وقد يفزعان لما يجري في الطبقة السفلي من أحداث أو أصوات فيرى أحدهما ويسمع الآخر ثم يفسر له صاحبه ما لا يراه.
أثر ابن الخالة على الصبي:
بالنسبة للربع: عرف الصبي الربع وأهله أكثر مما كان يعرف قبل وصول ابن الخالة, فقد سمع من أحاديث الناس أكثر مما كان يسمع وعاش جهرا بعد أن كان يحيا بينهم سرا.
بالنسبة للأزهر: لم تكن متعة الصبي ولذته الحقيقية في الربع, وإنما كانت في الأزهر, فقد استراح من درس الفجر (الحديث) وتلبث (طال انتظاره) في الغرفة حتى يدنو درس الفقه.
بالنسبة للطريق: لم يكن يخرج الصبي من غرفته إلا مع اقتراب درس الفقه, فيسلك نفس الطريق الذي يسلكه مع أخيه ولكنه يسلكه مع صاحبه متحدثين مرة بالجد وأخرى بالهزل, وكثيرا ما انحرفا عن حارة (الوطاوط) القذرة, وسلكا طريق(جعفر خان) النظيف, وفي كلتا الحالتين ينتهيان إلى شارع سيدنا الحسين.

ما العادة التي تعودها الصبي منذ أن جاء ابن الخالة؟
علمه ابن الخالة أن يقرأ الفاتحة كلما مر بمسجد الحسين حتى  تعود على ذلك, فلم يمر بهذا المسجد يوما حتى بعد أن تقدمت به السن واختلفت أطوار حياته إلا وقرأ الفاتحة.
الصبي وصديقة والطعام:
لقد تغيرت حياة الصبي تغيرا تاما بوجود صديقه, حتى في الطعام, فقد اختلف ما كان يأكله منذ أن جاء ابن الخالة إلى القاهرة عما كان يأكله قبل وجوده.
كم من المال الذي خصصه لهما الفتى أخو الصبي؟
فقد خصص لهما الأخ الفتي مقدارا يسيرا من النقد(المال /ج/ نقود) لم يتعد القرش الواحد كل يوم لإفطارهما على أن يأخذا جراية (عدد من الأرغفة تجرى على كل طالب من الأزهر) الشيخ الفتى من رواق الحنفية (مكان مخصص لطلاب الأزهر الوافدين الذين يدرسون المذهب الحنفي بالأزهر) وهي عبارة عن أربعة أرغفة يأكلان منها رغيفين في الإفطار ورغيفين في العشاء.
كيف عرف الصبي وصديقه الاحتيال على قلة المال؟ (كيف تعلما الاقتصاد؟)
لقد تعلم لصبي وابن خالته كيف يقتصدان ليمتعا أنفسهما بعض ما تتوق به النفس من طرائف (المستحدث والغريب والطيب من الطعام /م/ طريفة × التالد والتليد) الطعام والشراب, ومن ذلك .....
(البليلة) وكانا إذا خرجا مع باكرا وخرجا من الفجوة الضيقة من الباب المقفل , واستدارا ليأخذا طريقهما إلى الأزهر, توقفا عند بائع البليلة التي كانا يحبانها حبا شديدا لكثرة ما أكلا منها في الريف, ولكثرة ما يوضع عليها من السكر الذي يختلط بحبات البليلة ويذوب في مائها الحار, ومن شدة حرارة الماء لا يكادان يسيغانه (يستعذبانه ويسهل مدخله في الحلق).                 ( أثر البليلة على الصبيين)
فتطرد عنهما بقية النوم وتبث في جسميهما النشاط وتثير في أفواههما وأجوافهما لذة ومتعة, وتُهيئهُما لدرس الفقه بعد أن عمرت بطونهما ورءوسهما معا.
(التين المرطب) ويُقدم عند الباعة في شارع سيدنا الحسين فيجلسان على مجلس ضيق من الخشب مفروش بحصير ضيق أو غير مفروش في كثير من الأحيان, ولكنه وثير (ناعم لين) وينتظران البائع الذي يقدم لهما التين المرطب في إناء صغير فيلتهمانه التهاما ثم يعبان نم مائه عبا ثم يأكلان ما تحته من زبيب في أناة وهدوء.
(الهريسة والبسبوسة) وفي بعض الأحيان أثناء عودتهما من الأزهر عصرا كانا يجوران على ثمن العشاء فيقفان عن بائع الهريسة أو بائع البسبوسة ويأكلان ما يرضي لذتهما البريئة من هذين اللونين من الحلوى, وكانا في ذلك مطمئنين على طعام الإفطار والعشاء.
مم تكون طعام الإفطار؟ (كيف ينفق الصبيين القرش؟)
لقد كان تدبير طعام الإفطار أمرا يسيرا, فكان يكفيهما أن يقفا عن أحد باعة الفول النابت ومعهما الرغيفين ويدفعان له (مليمين ونصف المليم) واشتريا بنصف مليم حزمة كراث, فيقدم لهما البائع طبق ضخم عميق امتلأ مرقا وسبحت فيه حبات الفول, فيغمسان رغيفهما في المرق ويتصيدان ما يستطيعان من حبات الفول, ويلتهمان ما تحمله يدهما اليسرى من كراث.
وبانتهاء الرغيف والكراث يكونا قد امتلآ أو كادا يكتظان (يمتلآن) فيقبل الصديق على ما تبقى من مرق فيعرض على الصبي أن يشربه فيستحي الصبي أن يقبل فيضحك ابن الخالة ويشرب ما تبقى من المخرق حتى يعيده إلى البائع نظيفا.
متعة العقل بعد متعة البطن:
وبعد أن أرضى الصبي وصديقه بطنيهما من طعام الإفطار, أسرعا إلى الأزهر ليرضيا عقليهما من العلم, فكان يحرص كل الحرص على حضور درس الفقه والحديث على يد الشيخ المجدد المحافظ حرصا على رضا أخيه.
كيف كان يرضى الصبي أخاه ونفسه في ذات الوقت؟
كان إذا أفطر أسرع إلى الأزهر وحافظ على درس الشيخ المجدد المحافظ (درس النحو الفقه) طاعة لأخيه وإرضاء لنفسه.
ولكنه كان يطمع في أن يسمع لغير هذا الشيخ وأن يذوق غير هذين اللونين من العلم, وقد أتيح له ذلك بفضل هذه الدروس التي تلقى على الطلاب في الضحى بعد إفطارهما.
سمات درس شرح الكفراوي:
كان يلقى في الضحى من كل يوم على يد شيخ جديد في الدرجة قديم في الأزهر, تقدمت
به السن طال عليه الانتظار حتى حصل على درجة العالمية, وبدأ كما يبدأ أمثاله بقراءة (شرح الكفراوي)
ما الذي أغرى الصبي بالمواظبة على درس شرح الكفراوي؟
لقد سمع الصبي كلاما كثيرا من أخيه الشاب والشيخ الأول عن شرح الكفراوي, يظهر سخطهما عليه وعبثهما به, مما شجعه على الاستماع لهذا الدرس حتى افتتن به.
ما أثر استماع الصبي لدرس شرح الكفراوي عليه؟
بمجرد أن حضر الصبي وصديقه واستمع للأوجه التسعة لقراءة وإعراب (بسم الله الرحمن الرحيم) حتى افتن (أعجب) بهذا اللون من العلم وكلف به (تعلق به), وأصبح يواظب على حضوره لهذا الدرس في دقة كما كان يواظب على حضور درسه الأول على يد الشيخ الأول.
درس النحو تعلم ولهو لدى الصبي:
كان الصبي يرى في درسه الأول تعلما لعلم النحو وذلك أن الشيخ الذي اختاره له أخوه كان يعلمهم مبادئ النحو وأساسياته, وأما في درسه الجديد فقد كان يلهو بالدرس والشيخ معا, فكان يلهو في هذا الدرس بالإعراب المتصل الذي ألح فيه الشارع على المنتن إلحاحا شديدا.
كما كان يلهو بهذا الشيخ الذي كان يقرأ المتن (الأصل الذي يشرح منه) والشرح ويفسر ما يقرأ في صوت غريب يدفع للضحك, وذلك أنه كان يغنى ولا يقرأ, كما أن غناؤه لم يكن يصعد من صدره وإنما يهبط من رأسه, وكان صوته غريبا يجمع بين صلتين متناقضتين, فهو أصم مكظوم (مملوء فمه) وفي ذات الوقت ممتدا عريضا.
صفات الشيخ الجديد:
لقد كان الشيخ من أهل الصعيد بل هو من أقصى الصعيد لم يغير لهجته الإقليمية في الكلام أو القراءة ولا في الغناء, وكان غليظ الطبع يقرأ في عنف ويسأل في عنف ويرد علي طلابه في عنف, وكان سريع الغضب لا يكاد يسأله أحد طلابه حتى يشتم السائل فإن ألح عليه في السؤال لكمه بيده إذا كان قريبا وإن كان بعيدا رماه بحذائه الغريب.

حذاء الشيخ:
كان حذاء الشيخ غليظا كصوته جافيا كثيابه وكان مليئا بالمسامير التي تحفظه من البلى (التلف), حتى أن الصبي كان يفكر في مصير ذلك الطالب الذي يرمى بالحذاء في وجهه أو ما كشف من جسده.
أثر طبع وحذاء الشيخ على طلابه:
لقد أشفق الطلاب (خافوا) من سؤال الشيخ فخلوا (تركوا) بينه وبين القراءة والتفسير والتقرير والغناء, ومن أجل ذلك لم يضع وقت الشيخ ولا وقت الطلاب, فقد بدأ سنته بشرح الكفراوي وأنهاها وقد أنهى شرح الكفراوي والشيخ خالد إلا كتابا واحدا من شرح الشيخ خالد, وعلى النقيض نجد أن الشيخ المجدد المحافظ لم يكن قد تجاوز بطلابه الأبواب الأولى من النحو.
أثر الشيوخ على حياة الصبي النحوية:
قضى الصبي إجازة الصيف ثم عاد إلى الأزهر فلم ير شيخه المجدد المحافظ, وإنما سلك طريق سائر الأزهريين فدرس في الفقه شرح (الطائي على الكنز) وحضر في النحو (حاشية العطار على شرح الأزهرية).
ويطالبنا الكاتب ألا نستبق الأحداث وأن نبقى معه في السنة الأولى للصبي في الأزهر.
فإذا انتهى من درس الضحى انتقل إلى درس الظهر ثم يعود إلى غرفته فيطالع مع صديقه دروس الغد كما يفعل أصحاب الجد من الطلاب, وقد يمضي وقته في قراءة كتب مختلفة قد يقرأ ما فيها وقد لا يفهم.
عشاء الصديقين:
إذا بدأت غروب الشمس أقبل الصديقان على العشاء بحسب ما بقي معهما من مال,
فإن تبقى معهما نصف قرش قسماه نصفين فاشتريا بنصفه شيئا من الحلوى الطحينية وينصفه الآخر شيئا من الجبن وقطع الحلاوة, وكانا يشعران بأن لهذا المزاج الغريب طعما لذيذا.
وإن ولم يتبق لهما إلا ربع قرش بعد أن أسرفا في شراء البليلة أو التين صباحا اشتريا به شيئا من الطحينة وصبا عليها العسل الأسود أو الأبيض الذي كان يأتيهما من الريف.
فإن ولم يتبق شيئا بعد أن جارت البليلة أو التين أو كلاهما على نقدهما, لم يشعرا بالهم, وذلك أنهما حفظا رغيفيهما ويغمسانهما في صفيحة العسل الأسود أو صفيحة العسل الأبيض, وذلك يجزئ(يكفي ويغني) عن الحلاوة الطحينية والجبن والطحينة.
وقد يبيحان لأنفسهما في هذا البؤس شيئا من الترف فيقسما الرغيف فيغمسا نصفه في العسل الأسود والنصف الآخر في العسل الأبيض.
درس المنطق:
إذا ما صعد المؤذن إلى المئذنة ليؤذن للمغرب, أسرع الصديقين إلى الأزهر ليحضرا بعد الصلاة درس المنطق كالكبار وهو (متن السلم للأخضري).
شيخ درس المنطق:
لم يكن شيخا بل كانا يحضران على يد طالب يرى في نفسه أنه عالم, رغم أن الأزهر لم يعترف له بالعالمية, رغم طول دراسته في الأزهر وإلحاحه في طلبها, ولكنه لم يظفر بها, فلم يرض بحكم الممتحنين ولم ييئس فكان يطاولهم (يجادلهم) بحضور الدرس والامتحان ويغيظهم من جهة أخرى بجلوسه إلى أحد الأعمدة بعد المغرب ومن حوله بعض الطلاب يقرأ عليهم كتابا في المنطق كما يقرأ العلماء الممتازون, ولم يكن يقدر على تعليم المنطق إلا هؤلاء الممتازون من العلماء.
رأي الصبي في طالب الشيخ:
يرى الصبي أن ذلك الطالب الشيخ لم يكن بارعا ولا ماهرا في التعليم وأن جهله وعجزه يظهران لكل من يسمعه حتى لهؤلاء الطلاب المبتدئين, وكان حاد الطبع سريع الغضب ولكنه لم يكن يشتم أو يضرب لعدم حصوله على درجة العالمية, والتي تبيح له ضمنا ذلك.
ما رأي الصبي في درجة العالمية؟
رأى الصبي أن درجة العالمية كانت تمنح صاحباه ضمنا حق الشتم والضرب لطلابه.
من أين جاء هذا الطالب؟
جاء هذا الطالب من أقصى الصعيد فاحتفظ بلهجته ولم يغير منها شيء في حديثه أو قراءته.
تحذير أخو الصبي للصديقين من الطالب الشيخ:
لقد سمع الصبي وصديقه كل هذه الأمور عن ذلك الطالب الشيخ من أخيه ومن كبار الطلاب ولكنهما لم يمتنعا عن الحضور والمواظبة (المداومة) عليه.
فقد أرادا أن يقولا لأنفسهما أنهما يدرسان المنطق, وليقولا لأنفسهما أنهما يذهبان للأزهر بعد صلاة المغرب ويعودان منه بعد العشاء كما يفعل الطلاب الكبار والمتقدمون.
نهاية العام الدراسي:
انتهت السنة الدراسية في الأزهر وقدم الصيف وختمت دروس الفقه والنحو, وأسرع الطلاب يتفرقون إلى أهليهم في المدن والقرى وكان الصبي يتشوق إلى هذه الأجازة ويتحرق حنينا إلى الريف.
الصبي والإجازة:
جاء الصيف ومعه الإجازة ولكن الصبي لم يشأ أن يعود إلى الريف, وامتنع عن العودة, وكان في ذلك صادقا متكلفا (مظهر غير الحقيقة)
فكان صادقا لأنه أحب القاهرة وكلف بها (أولع بحبها) وشق عليه (صعب واشتد×سهل ولان) فراقها والرحيل.
وكان متكلفا, لأنه رأى ما يقوم به أهوه من إنفاق معظم الإجازة في القاهرة, فكانت الأسرة تكبر منه ذلك (تعظمه) وتراه آية ودليل على الجد والاجتهاد, فأراد أ، يصنع ما يصنعه أخوه فتظن فيه الأسرة والناس ما يظنوه في أخيه.
هل نفعه حبه أو تكلفه للبقاء في شيء؟
رب أسألك
العفاف والحياء والرضى والهدى
وما تعلم أني أحبه في الحلال وللحلالبطبيعة الحال لم ينفعه ذلك الحب أو ذلك التكلف , فقد قرر الأخ أن يرسله وصديقه إلى القرية, فأخذتهما عربة من عربات النقل ومعهما ملابسهما في حزمتين, ثم أخذ لها تذكرتين ثم وضعهما في القطار في عربات الدرجة الثالثة, وانطلق بهما القطار, وبعد محطة أو محطتين نسي الصبي وصديقه القاهرة والأزهر والعلم وبدا يتذكران الريف ومتعته ونعيمه


مناقشة الفصيح
س1: "فإذا عاد إلى (الربع) لم يدخل الغرفة إلا ليتخفف من عباءته، ثم يعود فيخرج منها ليجلس مع صاحبه على فراش ضيق من اللبد"
( ا ) هات جمع (الربع) ومرادف (اللبد).      
(ب) لماذا تغيرت حياة الصبى؟ وما شعوره بوضعه الجديد؟     
(جـ) ازداد علم الصبى بالربع وأهله. كيف كان ذلك؟  
س2: "ومع أن هذا المقدار الذى خصص لهما من النقد قد كان يسيرًا ضئيلاً لا يتجاوز القرش الواحد فى كل يوم فقد عرفا كيف يحتالان وكيف يقتصدان..".
( ا ) هات مرادف (يسيرًا) ومضاد (يقتصدان).           
(ب) كيف كان الصبى وصاحبه ينفقان هذا القدر الضئيل من المال؟     
(جـ) كان الصبى ورفيقه يرضيان جسمهما كما يرضيان عقلهما. وضح.        
س3: "ومن أجل ذلك أشفق الطلاب من سؤال الشيخ وخلوا بينه وبين القراءة والتفسير والتقرير والغناء".
( ا ) هات مرادف (أشفق).       
(ب) لماذا أشفق الطلاب من سؤال الشيخ؟       
ربنا هب لنا
من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين
واجعلنا للمتقين إماما(جـ) "خلوا بينه وبين القراءة والتفسير". اشرح المقصود من هذا التعبير.
( د ) اذكر رأيك فى طريقة تعليم الشيخ لطلابه.         

10- تمرد الصبي
ما الذي أنكره الصبيان عندما عادا إلى المدينة؟
وصل الصبيان بعد صلاة العشاء إلى محطة القطار في المدينة فلم يجدا أحدا في انتظارهما, ولما وصلا إلى الدر وجدا أن كل شي كما هو لم يتغير شيء.
حياة الأسرة المعتادة:
فقد فرغت الأسرة من العشاء منذ وقت طويل, وأتم الشيخ صلاته ثم خرج لأصحابه, ,أسرعت الأخت الصغرى تحمل الصبيان واحدا تلو الآخر إلى مضاجعهم بعد أن تناوموا (تظاهروا بالنوم) والأم قد اضطجعت على فراش من لبد تستريح من عناء اليوم, ولكنها لا تستطيع بعد أن تجتمع بناتهما حولها يتحدثن كالعادة, فإذا عاد الشيخ أوت الأسرة كلها إلى مضاجعها, فلا يسمع إلا صوت الكلاب وتصايح الديكة في الدار وفي أطراف القرية.
ما أثر وصول الصبيان على الأسرة؟
لما دخل الصبيان على الأٍسرة أصابها الوجوم (السكوت على هم وحزن) لأنها لم تخبر بأنهما في الطريق فلم تعد لهما طعاما خاصا ولا حتى الطعام المألوف, كما أنها لم ترسل إليهما أحدا ليستقبلهما في محطة القطار.
استقبال الأسرة وأثره على الصبي:
استقبلت الأسرة استقبالا لم يكن يتوقعه, فقد كان ينتظر أن تستقبله الأسرة كما تستقبل أخاه الأزهري بحفاوة (مبالغ في الإكرام) وفرح واستعداد عظيم.
وفقد نهضت الأم وقبلته ثم ضمه أخواته إلى صدورهن, وأعطاه أباه يده فقبلها ثم سأله عن أخيه في القاهرة, ثم أوت الأسرة كلها إلى الفراش.
فقد خاب أمله في الاستقبال والحفاوة, ونام الصبي على مضجعه القديم وهو يكتم كثيرا من غيظه وكثيرا من خيبة الأمل.
استقبال الناس للصبي:
مضت الحياة في القرية كما هي قبل أن يذهب إلى القاهرة, فأصبح كأنه لم يذهب إلى القاهرة ولم يتعلم في الأزهر النحو والفقه والحديث والمنطق.
فالناس لم يذهبوا إلى بيته ليسلموا عليه ويرحبوا به بل كانوا يقابلونه في الطريق بفتور وإعراض, ويلقون عليه سؤالهم ها أنت ذا؟ أعدت من القاهرة؟ كيف أنت؟, ثم يسألونه عن أخيه الفتى الأزهري.
واضطر للعودة إلى الكتاب مرة أخرى وعاد ليقبل يد سيدنا ويلقاه بالتحية والإكرام, ويضطر لسماع كلامه الفارغ الذي اعتاد أن يسمعه قبل ذهابه للقاهرة.
حتى التلاميذ يلقونه كما كانوا ولا يشعرون بأنه غاب عنهم سنة كاملة في القاهرة, بل لم يسأله أحد منهم عما رآه أو سمعه في القاهرة, ولو سألوه لأخبرهم بالكثير.
أثر هذا الاستقبال على الصبي:
استقر في نفس الصبي أنه ما يزال, كما كان قبل رحلته إلى القاهرة, قليل الخطر (الأهمية) ضئيل الشأن, لا يستحق عناية به ولا سؤالا عنه, فآذى ذلك غروره, وقد كان غروره شديدا, وزاده ذلك إمعانا (تأكيد) في الصمت وعكوفا (إقبالا على نفسه والتزاما) على نفسه وانصرافا إليها.
تمرد الصبي:     (كيف لفت الصبي أنظار الناس إليه؟)
لم تمر أيام حتى غير الصبي رأي الناس فيه ولفتهم إليه, ولكنه ليس لفت عطف أو شفقه أو مودة, ولكنه لفت إنكار وإعراض وازورار (ميل وانحراف)
وأصبح ينكر ما كان يألفه وينكر ما كان يعرف, ويتمرد (يعاند في إصرار وعصيان) على من يظهر لهم الإذعان (الخضوع والانقياد), وقد كان صادقا في ذلك أول الأمر فلما أحس منهم الإنكار والازورار والمقاومة لما يقول, تكلف العناد وغلا (زاد) في الشذوذ (الانفراد ومخالفة الجماعة).
كيف تمرد الصبي على والده؟
وازداد الأمر عندما سمع أباه يقرأ (دلائل الخيرات) كما كان يفعل دائما بعد صلاة الصبح أو العصر, فرفع كتفيه وهز رأسه ثم ضحك, وقال لإخوته "إن قراءة دلائل الخيرات عبث لا غناء فيه"
لم يهتم به إخوته ولم يلتفتوا له, لكن أخته الكبرى زجرته (منعته ونهرته) زجرا عنيفا, وسمعها الشيخ فلم يقطع قراءته وإنما أتمها ثم أقبل على الصبي هادئا باسما يسأله ماذا كان يقول؟ فأعاد عليه كلامه, فلما سمعه الشيخ هز كتفيه وضحك ضحكة قصيرة وقال له في ازدراء "ما أنت وذاك! هذا ما تعلمته في الأزهر؟ فغضب الصبي وقال لأبيه نعم وتعلمت في الأزهر أن كثيرا مما تقرؤه في هذا الكتاب حرام يضر ولا ينفع, فما ينبغي التوسل بالأنبياء ولا بالأولياء, وما ينبغي أن يكون بين الله  وبين الناس واسطة وإنما هذا لون من الوثنية
غضب الشيخ وتهديه للصبي:
فلما سمع الشيخ ذلك غضب غضبا شديدا ولكنه كظم غيظه واحتفظ بابتسامته وقال قولا أضحك الأسرة كلها حيث قال: اخرس قطع الله لسانك, ولا تعد هذا الكلام وإني أقسم لئن فعلت لأمسكنك في القرية ولأقطعنك عن الأزهر ولأجعلنك فقيها تقرأ القرآن في المآتم والبيوت" ثم انصرف الشيخ تاركا الأسرة تضحك من الصبي, ولكن هذه القصة القاسية لم تزد الصبي إلا عنادا وإصررا.
هل استمر الشيخ يؤنب الصبي على كلماته؟
لم يستمر الشيخ في تأنيب الصبي وزجره على ما قال, بل نسي ما قاله الصبي بعد ساعات وجلس الجميع للعشاء فسأله الشيخ عن أيه الفتى الأزهري.
سؤال الشيخ عن الفتى الأزهري:
كان يحب الشيخ أن يسأل عن الفتى الأزهري, وكان يجد متعة ولذة في إعادة الحديث حوله ابنه فكان يسأل عن حله ووقته كيف يقضي وأساتذته وكتبه وكل شيء, فكان الفتى يخبره بما يريد, ولكنه إذا ما أعاد عليه نفس الأسئلة مرة أخرى كان يبخل الصبي في الإجابة فلم ينكر عليه ذلك صراحة أمام الأبناء ولكنه كان يشكوه لزوجته إذا ما خلا بها.
ما شعور الشيخ وهو يسمع أحوال ابنه الفتى الأزهري؟
لقد كان الشيخ يجد لذة في سماع إجابات الصبي عن أسألته المتكررة عن الفتى الأزهري وشيوخه وكتبه وأحواله, بل كان يقص بعض هذا الحديث على أصحابه ويفتخر بابنه الذي يزور الشيخ بخيت والإمام محمد عبده, وكيف أنه يعترض على شيوخه أثناء الدرس وإحراجه لهم فيتعدون عليه بالشتم والضرب أحيانا.

ما موقف الصبي من تكرار سؤال الشيخ عن الفتى الأزهري؟
لقد كان الصبي سمحا طيعا لا يمتنع عن الإجابة على أبيه ولا يمل من تكرار الأسئلة, وكان يشعر بلذة أبيه ومتعته ورضاه عن هذه الأحاديث ولذلك كان يخترع ما لم يحدث ويحفظه حتى إذا ما عاد إلى أخيه الأزهري في القاهرة قصه عليه.
سخرية الصبي في رده في تلك الليلة:
وفي هذه الليلة جدد الشيخ سؤاله عن الفتى وحاله وكتبه وشيوخه فرد الفتى في خبث وكيد, إنه يزور قبور الأولياء وينفق نهاره في قراءة كتاب (دلائل الخيرات)
وما أن أتم هذه الكلمات حتى أغرقت الأسرة كلها في ضحك شديد شرق له الصغار (غُصُّوا به) بما كان في أفواههم من طعام وشراب, حتى أن الشيخ نفسه كان أسرعه إلى الضحك وأشدهم إغراقا فيه.
ما مصير نقد الصبي لأبيه؟
لقد استحال (تحول) نقد الصبي لأبيه على قراءة دلائل الخيرات والتوسل بالأنبياء والأولياء موضوع لهو وعبث وفكاهة للأسرة أعواما وأعوام, وعلى الرغم من أن الأمر كان يحفظ الشيخ (يغضبه) ويؤذيه في نفسه وفيما ورثه من عادات وتقاليد, إلا أنه يجد فيه لذة ومتعه تجعله يغري ابنه الصبي دائما لنقده والحديث في ذلك.
خروج تمرد الصبي إلى القرية: (إلى من وصل تمرد الصبي؟)
لم يلبث أن تخطى (تجاوز) تمرد الصبي وشذوذه الدار غلى مجلس أبيه وإلى دكان الشيخ محمد عبد الواحد, وإلى المسجد حيث الشيخ محمد أبو أحمد رئيس فقهاء المدينة يقرأ القرآن للصبية والشباب, ويصلي بالناس ويفقههم في دينهم أحيانا, وكذلك وصل الشذوذ إلى الشيخ عطية التاجر الذي تعلم في الأزهر عواما ثم عاد لريف وانشغل بالتجارة ولم ينصف عن الدين فكان يجلس بعد العصر  من حين لآخر يعظ الناس ويفقههم وربما قرأ لهم شيئا من الحديث.
كيف تمادى الصبي في نقد العلماء والتمرد عليهم؟
وقد وصل كلامه كذلك إلى قاضي المحكمة الشرعية إلى ذلك الشيخ الذي كان يكتب للقاضي والذي يرى أنه أعلم من القاضي بالشرع وأفقه منه بالدين وأحق منه بالقضاء لولا أنه لم يظفر بتلك الورقة التي تسمى العالمية والتي تشترط لتولي منصب القضاء والتي تنال بالجد والاجتهاد القليل والحظ والتملق الكثير في أكثر الأحيان
أثر شذوذ وتمرد الصبي على علماء القرية:
لما سمع هؤلاء الناس بما قاله الصبي وتحريمه التوسل بالأنبياء قالوا إنه صبي ضال مضل ذهب لقاهرة فاستمع لمقالات الشيخ محمد عبده الضارة وآراءه الفاسدة المفسدة ثم عاد للمدينة ليضل الناس.
كيف حاول الناس التعامل مع الصبي؟
وصفوه بأنه ضال مضل تعلم على يد الشيخ محمد عبده صاحب الآراء الفاسدة المضلة, وحاول بعضهم أن يراه ويسمع منه ويرد عليه, فكانوا يذهبون إلى أبيه وأصحابه ويطلبن رؤية ابنه فيذهب الشيخ ويأتي بابنه من ملعبه في الدر مع إخوته, فإذا سلم عليهم بدأ بعض القادمين الحديث معه بود ورفق, فإذا اتصل الحديث واشتد الموقف وصل الحديث إلى درجة العنف, كثيرا ما قام القادمون وانصرفوا غاضبين يستغفرون الله ويتعوذون به من الشيطان الرجيم.
أثر هذا الجدال على الشيخ وأصحابه؟
لم يدرس الشيخ أبو الصبي في الأزهر ولا أصحابه ولم يتفقهوا في الدين ولكنهم كانوا يرضون بهذه الخصومات وهذا الجدال,ويعجبون به ويبتهجون بهذا الصراع بين ذلك الصبي النشء وهؤلاء الشيوخ الشيِّب.
ولكن أبا الصبي كان أشدهم غبطة وسرورا, ورغم انه لم يصدق كلمة واحدة مما قالها ابه في مسألة التوسل وعجز الأولياء عن إحداث الكرامات ( الأشياء الخارجة عن المألوف يظهرها الله على يد أوليائه) ولكنه كان يحب أن يرى ابنه محاورا مخاصما ظاهرا على  محاوريه,ولذلك كان يتعصب به تعصبا شديدا, وكان يسمع ويحفظ كل ما يقول الناس ويخترعونه من أمر ابنه الغريب, ثم يعود مساءا فيقص ما سمعه على زوجته راضيا حينا وساخطا حينا آخر.
كيف انتقم الصبي لنفسه من تلك القرية التي لم تستقبله كما كان يحب؟
لقد استطاع الصبي أن ينتقم لنفسه فخرج من عزلته وجعل الجميع يتحدث عنه ويفكر فيه داخل القرية والمدينة, وتغيرت مكانته في الأسرة, فلم يعد يهمله أبوه ولم تعرض عنه أمه وإخوته, ولم تعد الصلة بينهم قائمة على الرحمة والإشفاق بل على شيء أكثر من ذلك في نفس الصبي وهو العلم.
هل نفذ الشيخ تهديده بحرمان الصبي من الزهر؟
بالطبع لا, فقد انقطع النذير (الإنذار بالشر) والتهديد الذي سمعه الفتى أول الإجازة, بأنه سيبقى في القرية وييصبح فقيها يقرأ القرآن في المآتم والبيوت, والدليل على ذلك أنه أصبح ذات يوم فنهض مع الفجر ونهضت الأسرة كلها تودعه وهو عائد إلى الأزهر, فقبلته أمه وهي تذرف الدمع على فراقه, ثم أخذه أبوه وأجلسه وصاحبه في عربة القطار رفيقا (لطيفا لين الجانب) وهو يسأل الله أن يفتح عليه.
كيف عاد الصبي للربع في القاهرة؟
النصوص الحفظ والدراسةأركبه أبوه القطار مع صاحبه وابن خالته, ولما نزل في محطة القاهرة وجد أخاه ينتظره مبتسما له ثم حمل ما معه على عربة نقل وأركبه بجانبه عربة ركوب وأعطى السائق عنوان الربع.


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات